يوميات أم البنين

يوميات دكتوره وام مصريه عايزه تربي أولادها صح علشان يبنوا بكره إللي بنستناه

هذه وردتي أنا 27/12/2009

Filed under: يومياتي_قصة قصيرة — Dr.Eman Mekkawy @ 11:23 م


جلست بجانبه في سيارتهما التي أخذت تجوب المدينة في طريقها لزيارة أصدقاء لهم ..

الأولاد تتعالى أصواتهم بالخلف ,بين ضحكات أحياناً ..وبين أصوات إختلافهم على من يجلس بجوار النافذة أحيانا أخرى

تركت ذلك كله وقررت أن تنفصل عن ذلك العالم ولو لدقائق ..ليستجم عقلها قليلا مما يثقله حتى وصل إلى حد التوقف في كثير من الأحيان

ألقت نظرة على زوجها الجالس بجانبها لتجده في عالم آخر ..كانت تعلم أنه هناك في عمله ..حيث ما يحمله على كاهله من مسؤوليات ..آثرت الصمت ..

نظرت من نافذتها ترقب المساحات الخضراء الممتدة أمامها لعلها تستمد منها السكون والسلام مع نفسها التي كلَّت

توقفت السيارة لبرهة أمام إشارة المرور …لمحت بائع الزهور يقترب من السيارة …

إستدعت ذكريات الماضي البعيد ..تذكرت عقد الياسمين الذي اشتراه لها حبيبها وزوجها يوما وأهداه لها مع قبلة حانية على جبينها ..أثناء خطبتهما ..أخذت تتحسس ذلك الجبين ..لعلها تسترجع ذلك الشعور الذي شعرت به وقتها ..

إنها تحتفظ بعقد الياسمين إلى اليوم ..تحتفظ به ضمن ذكرياتها ..فهي تهوى جمع الذكريات ..والإنفراد بها من حين إلى آخر …لعلها تسترجع تلك اللحظات التي لا تعود…

إسترقت نظرة إلى زوجها ..تمنت لو يهدي لها تلك الوردة الحمراء التي تحبها …أو تلك البيضاء التي تعشق رؤيتها وعليها ندى الصباح ..

ولكن أين هو زوجها ..إنه في عالم آخر ..شارد في عالم المشكلات اللانهائي ..

آثرت أن ترقب من نافذتها تلك المساحات الخضراء ..وما فيها من ورود ..لعلها تسترجع ذكريات مضت وأيام لن تعود …ذكريات تتمنى أن تعيشها ولو للحظات مرة أخرى …

تنبهت على صوته ..يسأل بائع الزهور أن يعطيه تلك الوردة الحمراء..

وفي لحظات هي كالحلم …كان يهديها تلك الوردة الحمراء التي طالما عشقتها ومعها قبلة حانية على ذلك الجبين المتشوق لقبلته ..

آآه ..لقد أزاح ستار متاعبه عن قلبه المتعب للحظات وأهداها وردتها الحمراء ..

تسابق الصغار للإمساك بالوردة والفوز بعطرها ..

ولكنها آثرت نفسها هذه المرة ..وأحاطت الوردة بقلبها …

قائلة لصغارها ..وعينيها لم تزل في عينيه ..

هذه وردتي أنا .

 

حب في غرفة العمليات 20/01/2009

Filed under: يومياتي_قصة قصيرة — Dr.Eman Mekkawy @ 5:28 م

في جلسته المفضلة كل ليلة ..كان يقرأ جريدته ..بعد تناوله لوجبة العشاء الدسمة التي أعدتها له والدته بعد يوم عمل شاق في المستشفى …

كان يحب تصفح الجريدة في ذلك الوقت من الليل ..وبالرغم من أنها لم تتعدى العاشرة بعد ..فلقد كان يشعر بالملل وأن وقتاً طويلا مر عليه في جلسته تلك ..فهو لم يكن الليله يتصفح الجريدة بقدر ما كان ينظر لتلك السيارة البيضاء الصغيرة التي تقف تحت شرفته ..إنها سيارة الجارة الجديدة التي سكنت في العمارة المجاورة ..لقد شغلته منذ رآها أول مرة ..وعرف أنها طالبة في كلية الطب ..كانت نظراته تنتقل من سيارتها في إنتظار أن تنزل وتركبها ..ومابين شرفتها لعلها تظهر فيراها للحظات ..

لاحظت والدته حيرته فابتدأته قائلة

إذهب لخطبتها ياابني …مستني إيه ..؟؟

نظر لوالدته وقد أيقن أنها تراقبه منذ دخل الشرفة ..وضع جريدته ورد عليها :

يا أمي هروح أخطبها إزاي وأنا معرفش عنها أي حاجه ..ده أنا حتى مااعرفش بتتكلم إزاي ..إزاي أتجوز واحده معرفش عنها حاجه ..أنا مش عايز جواز الصلونات ده

يا ابني شكلها مش بتاعت علاقات وكلام من ده ..

ولا أنا كمان يا أمي ..

يعني هتعرفها إزاي ..حيرتني معاك

مش عارف ..

وما دمت ما تعرفش عنها حاجه ..متعلق بيها ليه كده ..

كان سؤال والدته مفاجأة له ..فهو لم يفكر فيه من قبل ..كل ما كان يشعر به وقتها ..أنه يتمنى رؤيتها ..

إلتقط جريدته مرة أخرى وذهب للشرفة لعله يفوز الليلة بمتغاه ..ولكن الأقدار كانت قد أعدت له أكثر مما يتمنى ..

فلقد شق سكون الليل نداء صوت يعرفه …إنه أخيها ..لقد تعرف عليه منذ أيام ..

محمد خير…

دكتور إلحقنا ..أختي تعبانه ..عندها مغص شديد

إندفعت كلماته دون أن يدري

أختك مين..؟؟

الدكتوره ..

أنا جاي حالا..

نظر لوالدته نظرة خاطفة وهو في طريقه إلى الباب قائلا لها ..

جارتنا تعبانه أنا رايه معاهم على المستشفى ..

 بادلته بابتسامة ذات مغزى …لم يتوقف ليفهم ما تعنيه نظرة والدته ..بالرغم من أنه يعرف ..

نزل السلم مسرعا ..كأنه وجد ضالته المنشودة ..لم يكن يعرف ..هل هو متلهف لإنقاذها ..أم أنه سعيد لأنه سيراها ويتحدث معها لأول مرة …

عندما نزل كانت تركب سيارتها برفقة أخيها ووالدتها ..ركب سيارته وأشار لأخيها أن يسير وراءه ..

إنطلق إلى المستشفى ..كان يقطع الطريق مسرعا بسيارته الصغيرة ..ولكنه كان يراقب عن كثب سيارتها البيضاء القادمة خلفه …وكأنه يخشى أن تختفي من مرآته ..

وصل إلى المستشفى وهي خلفه ..دخل  مسرعا إلى غرفة الطواريء ..ليرى الدكتور المناوب بها ..ويخبره بأن يهتم بالحالة ..فهي مهمة على الأقل بالنسبة له ..

خرج إليها ..كانت تنتظر عند الباب متألمة ..ممسكة بجانبها الأيمن ..اقترب منها ..تمنى لو يستطيع مساعدتها ..أن يمسك بيدها ليدخلها غرفة الطواريء ..ولكن حياءه منعه من ذلك ..ظل واقفا مكانه ..منتظرا أن ينتهي زميله من الكشف ..خرج الطبيب وأخبره أنها تعاني من الزائدة الدودية ..ويجب استئصالها ..

اظطربت أحاسيسه ..خليط من المشاعر التي لا يعرف لها سببا ..غير أنه يخاف عليها ..يتمنى سلامتها ..

ظل برفقتها حتى أتمت إجراءات دخول المستشفى ..وفجأة اكتشف شيئا ..لقد أتى إلى المستشفى بدون أن يلبس حذاءه ..أتى بالشبشب..ابتسم ..وتذكر نظرة والدته ..وابتسامتها ..أدرك أن كل ما كان يهمه في تلك اللحظة أن يراها حتى وإن نسي أن يلبس حذاءه ..لم يستطع أن يتركها وحدها ..والدتها وأخوها معها ..ولكنه يشعر بأنه مسؤول عنها منذ رآها …فأرسل من يحضر له حذاءه من منزله ..وهو يتخيل إبتسامة والدته ذات المغزى وهي تعطي لصديقه الحذاء ..لم يتمالك نفسه إلا أن يبتسم ..

دخل عليه صديقه طبيب الطواريء..كان الوقت قد شارف على الفجر وجده متوترا ..تساءل …

المريضه جارتك وبس ..

آه جارتي ..وبس طبعا ..

آه ..بس فين جزمتك ..واضح إنك كنت مستعجل ..

أصل أخوها كان متوتر جدا وهو بينادي عليّ

آه ..واضح إنه مش هو بس إللي كان متوتر ..

يسكت …ويتذكر إبتسامة والدته مرة أخرى ..

العملية هتكون إمتى ؟؟

مش قبل الصبح ..حالتها مش سيئه ..إطمئن ..ممكن تروّح ترتاح شويه

مش هينفع أروّح وأسيبهم ..أنا هفضل في الكافيتريا للصبح ..

فعلا واضح إنها جارتك وبس…

ابتسم وقد أدرك أن تصرفاته تشي به ..

مع ساعات الصباح الأولى ..كان يلبس حذاءه ..ويكمل هندامه..ليلحق بها عند غرفة العمليات ..

وجدها أمام الغرفة تنتظر الدخول ..إنفرجت أساريرها عندما رأته..شعر هو بذلك دون أن يكلمها ..طلبت منه أن يظل بجانبها ..فهي لا تعرف أحدا هنا سواه ..زاد ذلك من شعوره بالمسؤولية تجاهها..

إصطحبها لداخل الغرفة ..وظل بجانبها حتى فارقت الوعي بفعل حقنة التخدير ..

كانت الدقائق تمر عليه طويلة ..فليست هذه المرة الأولى التي يقف فيها في غرفة العمليات ..ولكنه كان يشعر شعورا مختلفا هذه المرة ..يشعر بالخوف ..عليها ..ربما ..يشعر بقلبه يميل إليها ..ربما ..

وبينما هو في تساؤلاته تلك مع نفسه ..إذا بجهاز رسم القلب يصدر أصواتا جعلته ينتبه ..الجهاز يشير إلى توقف القلب ولكنه شعر أن قلبه هو الذي توقف ..شعر بخوف شديد ..هل يحدث لها مكروه …كانت تلك اللحظات قاسية عليه ..هل ينتهي الحلم قبل بدايته ..

أسرع الطبيب الجراح بحقنها بالأدرينالين ..وعمل صدمات كهربائية ..كان يشعر أنه هو من يتلقى تلك الصدمات ..اللحظات تمر ..وهو يدعو الله ..وأخيرا استجاب قلبها ..وانتظمت دقاته ..ورجعت له الحياة مرة أخرى …ولكنها رجعت لقلب آخر معها ..إنه قلبه هو ..

وفي غرفة العناية ..بدأت أول إحساس لها بمن حولها ..وجدته أمامها ..لم يفارقها ..ابتسم لها قائلا :

حمدا لله على السلامة ..

طلبت منه والدتها أن لا يبقيا في المستشفى لأن والدها الذي كان يعمل في بلد عربي سيصل بعد ساعات قليلة وهي لا تريد ان يأتي ويجدها في المستشفى فيتسبب ذلك في قلقه عليها ..

كانت هذه فرصته الذهبية التي رقص لها قلبه ..سيتمكن من رؤيتها عدة مرات أخرى وفي منزلها ..

 وبعد أن استعادت وعيها جزئيا ..أخبرها أنه سيعيدها البيت ويعلق لها ما يلزمها من محاليل وسيأتي لها بنفسه ليتابع حالتها ..كان ذلك أكثر مما تمناه ..ليعرفها عن قرب ..ليعرف كل ما يريد معرفته عنها ..قبل أن يقرر خطبتها ..ولكنه من الواضح أنه قد قرر بالفعل ..

توالت زيارته لمنزلها ليغير المحلول ..وخلال ذلك تعرف على والدها ..الذي أعجب به ..وفي زيارته الأخيرة ليطمئن على جرحها ..كان قد قرر أن يخطبها من والدها ..الذي وافق عليه ..ولكنه أجل موافقته لحين موافقة صاحبة الشأن ..والتي يبدو أنهاكانت قد قررت الموافقة من قبل ..فلقد وصلها ما يحمله هو من مشاعر تجاهها ..وصلها ما يتميز به من تحمل للمسؤولية ..ومن رجولة يتمتع بها في المواقف ..

كانت هي الأخرى تريد أن ترتبط بمن تعرفه وتختبر صفاته قبل الإرتباط به ..بمن تشعر معه بأن قلبها يدق ولا تعرف السبب ..ولكنها لم تكن تعرف لذلك سبيلا فهي من ذلك الحزب المتحفظ في علاقاته مع الرجال ..ولم تكن تفكر يوما أن تقيم علاقة مع شاب قبل أن يخطبها ..ولكن تدابير القدر دائما تكن أجمل مما نتوقع..

تزوجا ..وأنجبا ثلاثة أبناء ..وكل عام ..وفي نفس اليوم ..يحتفلان بذكرى عملية الزائدة الدوديه التي كانت سببا لمعرفتهما ..أصبح ذلك اليوم أهم عندهما من أي يوم آخر ..حتى أنهما كتباه على دبل خطوبتهما بدلا من يوم زواجهما..

وفي هذا العام ..وفي نفس اليوم …كانا يحتفلان على أضواء الشموع ..وتذكرهو إبتسامة والدته ..والحذاء الذي نسي أن يلبسه …وابتسمت هي لأنها كانت تعلم سر إبتسامته ..